التيسير الكمي يُشعل الحرب في أروقة البنك المركزي الأوروبي... لماذا؟
لأول مرة منذ تأسيس منطقة اليورو، أي قبل 20 عامًا، تخرج خلافات البنك المركزي الأوروبي حول السياسة النقدية - والتي لم نسمع عنها من قبل - إلى العلن بل وتحولت إلى حرب كلامية مفتوحة..
والسبب؛ الحزمة الأخيرة من برنامج التيسير الكمي الذي أعاد البنك المركزي إطلاقه هذا الشهر، وجولة جديدة من شراء السندات، بالإضافة إلى المزيد من أسعار الفائدة السلبية.
وفي الواقع، يعكس هذا حقيقة أن السياسة النقدية أصبحت أكثر إثارة للجدل من أي وقت مضى. ولكن قد تُعوق هذه الحرب قدرة البنك المركزي الأوروبي على التصرف مستقبلاً.
وفيما يلي سنعرض عليك لماذا الخلاف التقليدي بين "الصقور" و "الحمائم" في البنك المركزي الأوروبي مختلف هذه المرة.
1) تراجع توقعات التضخم:
أطلق البنك المركزي الأوروبي، في 12 سبتمبر الحالي، جولة جديدة من برنامج التيسير الكمي، بحجة أن تراجع توقعات التضخم في منطقة اليورو، الناجم عن التباطؤ الاقتصادي، تُشكّك في قدرة البنك على تحقيق هدف التضخم الرسمي وهو "أدنى الـ 2% ولكن بالقرب منها".
ولم يستأنف البنك المركزي مشترياته من الأصول وخفض الفائدة إلى 0.5-٪ فقط، ولكنه، وللمرة الأولى، رفض تحديد موعد نهاية البرنامج، مما يعني أن إيقاف البرنامج تدريجيًا سيبدأ بمجرد أن يعود التضخم لمساره إلى الـ 2%.
- أشعل هذا القرار النقاشات الساخنة والمجادلات في مجلس إدارة البنك المركزي. وحتى الحمائم التقليديين، مثل العضوين الفرنسيين في المجلس، عارضوا استئناف برنامج شراء السندات.
2) 📢 الخلافات الداخلية تخرج للعلن للأول مرة:
وبمجرد الإعلان عن القرار وعودة التيسير الكمي، لم يتهاون أشد المعارضين للبرنامج في إظهار غضبهم والتعبير عن إحباطهم.
- إذ صرح رئيس البنك المركزي الألماني "ينس ويدمان" أن الحزمة الجديدة "غير ضرورية".
- وأخبر رئيس البنك المركزي النمساوي "روبرت هولزمان" وكالة بلومبرج، أن الحزمة "قد تكون خطئاً".
- وأضاف كلاس نوت، رئيس البنك المركزي الهولندي، أن الحزمة "غير متكافئة".
وكانت السياسات النقدية التيسيرية التي بدأها "ماريو دراجي"، رئيس البنك المركزي الأوروبي، منذ صيف 2012، أي بعد أقل من عام من توليه منصبه، مقبولة نوعًا ما بالنسبة للأعضاء الصقور المتشددين في منطقة اليورو.
ولكن هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها المشاحنات السرية لمجلس البنك المركزي تخرج للعلن وتتحول إلى بث مباشر للخلافات والانتقادات اللاذعة.
preview pic/By symbiot/SHUTTER STOUK